بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء و المرسلين
يقول بن القيم
إن حب القران وحب الألحان *** في قلب عبد مؤمن لايجتمعان
أما بعد ،فهذه بعض أدلة تحريم الغناء و المعازف من الكتاب و السنة
قال الله تعالى
(( و من الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم و يتخذها هزؤا أولئك لهم عذاب مهين-5- )) سورة لقمان
و صح عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال"نزلت في الغناء و أشباهه".
أخرجه البخاري
وقال تعالى :
"وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا"(الإسراء:64)
عن مجاهد رحمه الله قال : استنزل منهم من استطعت ، قال : وصوته الغناء والباطل ،
قال ابن القيم رحمه الله : ( وهذه الإضافة إضافة تخصيص كما أن إضافة الخيل والرجل إليه كذلك ، فكل متكلم في غير طاعة الله أو مصوت بيراع أو مزمار أو دف حرام أو طبل فذلك صوت الشيطان ، وكل ساع إلى معصية الله على قدميه فهو من رَجِله وكل راكب في معصيته فهو من خيالته ، كذلك قال السلف كما ذكر ابن أبي حاتم عن ابن عباس : رجله كل رجل مشت في معصية الله ) إغاثة اللهفان .
وقال تعالى : "أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ*وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ*وَأَنتُمْ سَامِدُون"(النجم : 59-61)
قال عكرمة رحمه الله : عن ابن عباس السمود الغناء في لغة حِميَر ، يقال : اسمدي لنا أي غني ، وقال رحمه الله : كانوا إذا سمعوا القرآن تغنوا فنزلت هذه الآية ، وقال ابن كثير رحمه الله : وقوله تعالى " وأنتم سامدون " قال سفيان الثوري عن أبيه عن ابن عباس قال : الغناء ، هي يمانية ، اسمد لنا غنِّ لنا ، وكذلك قال عكرمة . تفسير ابن كثير .
قال الله تعالى
"وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاء وَتَصْدِيَةً فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ"(الأنفال :35)
قال بن عباس وابن عمر وغيرهما
المكاء :الصفير والتصدية :التصفيق
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"يكون في أمتي قذف و مسخ و خسف".قيل؛ ومتى ذاك يا رسول الله؟. قال"إذا ظهرت المعازف و كثرت القيان و شربت الخمور." أخرجه الترمذي
القيان أو القينات جمع قينة ومعناه المغنية
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"صوتان ملعونان ؛ صوت مزمار عند نعمة ، و صوت ويل عند مصيبة."
رواه أبو بكر الشافعي
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر (أي الزنا) والحرير و الخمر و المعازف، ولينزلن أقوام إلى جنب علم (أي جبل) يروح عليهم بسارحة لهم يأتيهم لحاجة (أي يأتيهم طالب حاجة) فيقولون إرجع إلينا غدا، فيبيتهم الله و يضع العلم (أي يوقع الجبل عليهم) و يمسخ اخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة."
رواه البخاري
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها يضرب على رؤوسهم بالمعازف و القينات يخسف الله بهم الأرض، و يجعل منهم القردة والخنازير."
أخرجه البخاري
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"إن الله حرم على أمتي الخمر و الميسر و المزر و الكوبة و القنين، و زادني صلاة الوتر." أخرجه أحمد و الطبراني
الكوبة أي الطبل
المزر أي نبيذ الشعير و الحنطة و الحبوب.
أحبتي في الله؛ ماذا بعد كلام الله ورسوله...
اتقوا الله فإن تقواه أفضل مكتسب، وطاعته أعلى نسب، يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَـٰلَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً [الأحزاب: 70، 71].
قال رسول الله : ((العينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطى، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج ويكذبه)) رواه مسلم
، وقد قال رسول الله عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام: ((ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا)) رواه مسلم
اللهم اجز عنا نبيك محمدا عليه الصلاة والسلام خير ما جزيت نبيا عن أمته
ااااامين و الحمد لله رب العالمين.
و السلام عليكم ورحمة الله .