عن عبد الله بن عمر قال: أقبل علينا رسول الله فقال: يا معشر المهاجري خمس اذا ابتليتم بهن و اعوذ الله ان تدركوهن لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها الا فشا فيهم الطاعون و الاوجاع التي لم تكن مضت في اسلافهم الذين مضوا.
في هذا الحديث وردت كلمة الفاحشة بمعنى الزنى و الشذوذ و كلاهما اصبحا اليوم من الممارسات المألوفة في المجتمع الغربي و كان من نتائج الممارساتالتي حرمها ديننا ان انتشرت الامراض و اصبحت على درجة من الخطورة حتى كادت تهدد صحة المجتمع بأسره
و ليس غريبا ان تظهر امراض حديثة و خطيرة لم تكن معروفة سلفا نتيجة لانتشار هذه الممرسات الغير الشرعية. و لقد كان ظهور هذا المرض الايدز الجديد الغامض بمثابة مثال صادق لما ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث ان الفاحشة قد عمت و انتشرت و اصبحت تمالرس علنا و مما يجدر ذكره ان الحديث الشريف لم يقتصر على ذكر ظهور الفاحشة فقط و امنا اكد على ظهورها و انتشارها ثم الاعلان عنها و هذا هو الحال الذي تعيشه كل المجتمعات الغربية
كما الحديث يحذر من انه اذا انتشرت الفاحشة في مجتمع و وصلت ذروتها فإن ذلك قد يؤدي الى انتشار امراض فتاكة كالطاعون او ما شابهه . مع انه لم يرد ذكر لانتشار مرض الطاعون في المجتمعات التي ظهر فيها المرض الغريب و لكن هناك نوع منم التشابه بين الطاعون و مرض فقدان المناعة المكتيب من حيث الانتشار الوبائي و ارتفاع نسبة الوفيات في كليهما و هذا التشابه السابق ذكره فليس بغريب ان يطلق على هذا النوع من المرض اسم " طاعون الشواذ" بين عامة الناس في الولايات المتحدة الامريكية ، و لقد جاء استعمال هذا المصطلح " طاعون الشواذ" مؤكدا على ما ورد ذكره في الحديث الشريف من ان انتشار الفاحشة و الاعلان بها سيؤدي الى ظهور الطاعون و امراض اخرى غامضة و خطيرة لم تكن معروفة من قبل – حيث ان العوامل المسببة لمرض فقدان المناعة المكتسب
غير المعروف من قبل و حيث ان العوامل المسببة لمرض فقدان المناعة المكتسب غير معروفة في الوقت الراهن فانه من المحتمل ان توضح الابحاث الجارية الان ان هنالك ثمة علاقة بين الطاعون و بين المرض الغامض
وفب حدسث اخر قال صلى الله عليه و سلم: و لا فشا الزنا في قوم قط الا كثر فيهم الموت"
لقد اتضح حديثا ان حق مضاعفات مرض المناعة المكتسب هو ارتفاع نسبة الوفيات و التي تصل الى اربعين بالمئة مما يؤكد في هذا الحديث الشريف مع ان انتشار الفاحشة قد يكون من اهم العوامل المسببة لانتشار لانتشار الامراض الفتاكة و التي قد تؤدي الى الموت و قد توصل الباحثون الى ان ارتفاع نسبة الوفيات في هذا النوع من المرض قد يكون ناتجا عن الاصابة بالالتهابات حادة مع ظهور انواع مختلفة من السرطان
بالاضافة الى هذاالمرض الغامض فالامراض الاخرى مثل الزهري و الهيربي التناسلي و التهاب الكبد الفيروسي " ب" تكون ممصحوبة دائما بمضاعفات خطيرة قد تؤدي في النهاية الى الموت
الوقاية من مرض فقدان المناعة المكتسبة والامراض المشابهة: قال تعالى " و لا تقربوا الزنا انه كان فاحشة و ساء سبيلا "
لقد وضع الاسلام قواعد وضحة تمنع ظهور و انتشار مثل هذه الامراض الغريبة بتأكيده على ضرورة الزواج حيث انه شجع على الزواج و سهل الطريق لاتمامه فلقد ورد في الحديث الشريف:
" يامعشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فانه اغض للبصر و احصن للفرج"
فلم يمنع الاسلام الفاحشة فقط و انما منع كل السبل و الوسائل غير المشروعة التي تؤدي الى هذه الفاحشة فمثلا حرم الاسلام الاختلاط بين الرجال والنساء كما منع ايضا تصوير المرأة وابرازها من غير حجاب اضافة الى تحريمه الخمر
و اذا رجعنا الى الاية السابقة " لا تقربوا الزنا"
نجد ان الاية لا تحذر فقط من الفاحشة و نما تأمر بالابتعاد ايضا من السبل و الوسائل التي تساعد عليها و تؤدي اليها